منتدى سواعد الإخاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى سواعد الإخاء

تمكين الفقه المالكي من تبوء مكانته الأساسية في الدراسات الحديثة، النشاطات والدورات والمسابقات، إحياء وبعث رسالة المسجد


    فتوى فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي

    avatar
    الهامل الهامل
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 26
    نقاط : 65
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 16/05/2011

    فتوى فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي Empty فتوى فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حكم الاحتفال بالمولد النبوي

    مُساهمة من طرف الهامل الهامل الثلاثاء فبراير 11, 2014 11:33 am

    حكم الاحتفال بالمولد النبوي

    موقع القرضاوي/19-3-2008
    تلقى فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي - رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين - استفساراً من أحد القراء يقول فيه: شيخي الجليل يعلم الله أني أحبك في الله، وبمناسبة قرب مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم ما حكم الاحتفال بهذه المناسبة؟ وما واجبنا تجاه الحبيب صلى الله عليه وسلم؟
    وقد أجاب فضيلته على السائل بقوله: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    فهناك لون من الاحتفال يمكن أن نقره ونعتبره نافعاً للمسلمين، ونحن نعلم أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يحتفلون بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالهجرة النبوية ولا بغزوة بدر، لماذا؟

    لأن هذه الأشياء عاشوها بالفعل، وكانوا يحيون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول صلى الله عليه وسلم حياً في ضمائرهم، لم يغب عن وعيهم، كان سعد بن أبي وقاص يقول: كنا نروي أبناءنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفِّظهم السورة من القرآن، بأن يحكوا للأولاد ماذا حدث في غزوة بدر وفي غزوة أحد، وفي غزوة الخندق وفي غزوة خيبر، فكانوا يحكون لهم ماذا حدث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا إذن في حاجة إلى تذكّر هذه الأشياء.

    ثم جاء عصر نسي الناس هذه الأحداث وأصبحت غائبة عن وعيهم، وغائبة عن عقولهم وضمائرهم، فاحتاج الناس إلى إحياء هذه المعاني التي ماتت والتذكير بهذه المآثر التي نُسيت، صحيح اتُخِذت بعض البدع في هذه الأشياء ولكنني أقول إننا نحتفل بأن نذكر الناس بحقائق السيرة النبوية وحقائق الرسالة المحمدية، فعندما أحتفل بمولد الرسول فأنا أحتفل بمولد الرسالة، فأنا أذكِّر الناس برسالة رسول الله وبسيرة رسول الله.
    وفي هذه المناسبة أذكِّر الناس بهذا الحدث العظيم وبما يُستفاد به من دروس، لأربط الناس بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب 21] لنضحي كما ضحى الصحابة، كما ضحى علِيّ حينما وضع نفسه موضع النبي صلى الله عليه وسلم، كما ضحت أسماء وهي تصعد إلى جبل ثور، هذا الجبل الشاق كل يوم، لنخطط كما خطط النبي للهجرة، لنتوكل على الله كما توكل على الله حينما قال له أبو بكر: والله يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فقال: "يا أبا بكر ما ظنك في اثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا".

    نحن في حاجة إلى هذه الدروس فهذا النوع من الاحتفال تذكير الناس بهذه المعاني، أعتقد أن وراءه ثمرة إيجابية هي ربط المسلمين بالإسلام وربطهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوا منه الأسوة والقدوة، أما الأشياء التي تخرج عن هذا فليست من الاحتفال؛ ولا نقر أحدًا عليها

    2- فتاوى وزارة الأوقاف الكويتية حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

    الاحتفال بالمولد النبوي
    متفرقات في الحظر والإباحة
    هل الاحتفال بالمولد النبوى بدعة؟
    هل ياثم من يشارك فى الاحتفال بإهداء الحلوى الى الاهل والابناء (وهو عرف معمول به فى بلدى مصر) ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

    فلا مانع مطلقا من الاحتفال بمولد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بأمور شرعية ليس فيها اختلاط محرم ولا غناء ممنوع، ولا بأس بتقديم الحلوى فيه وكذلك الولائم، ولا مانع من الصيام فيه، لأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان يصوم فيه، وقد روى مسلم أنه صلى الله تعالى عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين فقال: (ذلك يوم ولدت فيه).
    والله تعالى أعلم.

    بيانات الفتوى
    التاريخ: 2009-04-7
    الاحتفال بالمولد النبوي
    عنوان السؤال: متفرقات في الحظر والإباحة

    السلام عليكم ورحمة الله

    هل الاحتفال بالمولد النبوي حرام؟ وهل يجوز التذكير به فقط وعمل مسابقات للأطفال في لهذه المناسبة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
    فلا مانع شرعا من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بطريقة مشروعة ليس فيها محرمات أو مكروهات.
    والله تعالى أعلم

    2007-03-31 التاريخ
    البدع في المولد النبوي الشريف
    عنوان السؤال: متفرقات في الحظر والإباحة

    السلام عليكم

    من شبهات المبتدعين فى الاحتفال بعيد المولد ان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين وسؤل عن صيامه فقال انه يوم ولدت فيه فقال المبتدعة للناس ان النبى كان يحتفل به ويقنونهم بهذ الكلام فكيف الرد عليهم.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

    فقد أفتى كثير من علماء المسلمين ومفتيهم بجواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، ولكن بطريقة إسلامية مخالفة للمبتدعة، بل إن الشارع الإسلامي أذن ودعا إلى الاحتفال بما هو أدنى من ذلك، فقد أذن بالاحتفال بالمولود بالعقيقة، وبشراء الدار بالوكيرة،، ويمكن أن يستأنس في ذلك بما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه كان يصوم في كل يوم اثنين، لأنه اليوم الذي ولد فيه.
    والله تعالى أعلم.

    3- دار افتاء حلب :
    الفتوى

    لا بأس بذلك على أنه نشاط ديني يهدف إلى التذكير بالشمائل والأخلاق المحمدية صلى الله عليه وسلم بقصد التأسي والتمسك بها

    4- المركز الاسلامي بلندن:

    السلام عليكم
    الإحتفال بمولد النبي (ص) من دون مخالفات شرعية لا إشكال شرعي فيه وليس بحرام.
    والسلام

    5- دار الفتوى:مجلس العلماء في استراليا

    أهل السنة يحتفلون بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد.
    فإن الاحتفال بذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين بقراءة شىء من القرءان وذكر شىء من الشمائل النبوية الشريفة أمر فيه بركة وخير عظيم إذا خلا هذا الاحتفال عن أصناف البدع القبيحة التي لا يستحسنها الشرع الشريف.

    وليعلم أن تحليل أمر أو تحريمه إنما هو وظيفة المجتهد كالإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وعن سائر السلف الصالح ، وليس لأي شخص ألف مؤلفا صغيرا أو كبيرا أن يأخذ وظيفة الأئمة الكرام من السلف الصالح فيحلل ويحرم دون الرجوع إلى كلام الأئمة المجتهدين المشهود لهم بالخيرية من سلف الأمة وخلفها ، فمن حرم ذكر الله عز وجل وذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم مولده عليه السلام بحجة أن النبي عليه السلام لم يفعله فنقول له : هل تحرم المحاريب التي في المساجد وتعتقد أنها بدعة ضلالة؟!

    وهل تحرم جمع القرءان في المصحف ونقطه بدعوى أن النبي لم يفعله؟! فإن كنت تحرم ذلك فقد ضيقت ما وسع الله على عباده من استحداث أعمال خير لم تكن على عهد الرسول ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء "رواه الإمام مسلم في صحيحه ، وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدما جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح : "نعم البدعة هذه" رواه الإمام البخاري في صحيحه.

    ومن هنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : "المحدثات من الأمور ضربان أحدهما : ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا ، فهذه البدعة الضلالة ، والثانية : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا ، وهذه محدثة غير مذمومة ". رواه الحافظ البيهقي في كتاب" مناقب الشافعي "ج 1 ص 469. ومن شاء فلينظر ما ذكره الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله من "أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة حسنة" ولا تصح فتوى من أفتى بأن الاحتفال بذكرى المولد بدعة محرمة لما تقدم من الأدلة ومثل ذلك ذكر العلماء الذين تعتمد فتواهم كالحافظ ابن دحية والحافظ العراقي والحافظ السخاوي والحافظ السيوطي والشيخ ابن حجر الهيتمي والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق والشيخ مصطفى نجا مفتى بيروت الأسبق وغيرهم كثير.

    ولا عبرة بكلام من أفتى بخلاف قولهم لأنه ليس كلام مجتهد ، والعبرة إنما هي بما وافق كلام العلماء المعتبرين ، والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد التحريم ، ودين الله يسر وليس بعسر ، والله الهادي إلى سبيل الرشاد نسأل الله أن يجمعنا وإياكم على نشر الخير ويفيض علينا من بركات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. امين

    6- دار الإفتاء الأردنية:

    يقام مساء اليوم الأربعاء 25/3/2009م احتفال ديني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تحت رعاية سماحة المفتي العام لمملكة الأردنية حفظه الله ورعاه، وذلك في تمام الساعة الرابعة والنصف مساء في المركز الثقافي الاسلامي التابع للجمعية الإسلامية في مدينة السلط، ويشتمل الحفل على قراءة للقرآن الكريم وكلمة لسماحة المفتي راعي الاحتفال إضافة إلى فقرات إنشادية وتكريم لطلاب مسابقة القرآن الكريم .

    7- دار الفتوى بالجمهورية اللبنانية:

    استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لجنة مسجد محمد الأمين في وسط بيروت برئاسة رئيسها أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي
    بيروت في 25/1/2010م

    استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لجنة مسجد محمد الأمين في وسط بيروت برئاسة رئيسها أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي التي شكلتها المديرية العامة للأوقاف الإسلامية للعناية بالنشاطات الدينية والثقافية والاجتماعية للمسجد وخاصة الاحتفالات والندوات والمحاضرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى، وقد عرض نائب رئيس اللجنة أمين العلاقات العامة عدنان فاكهاني خطة البرامج الدينية والثقافية التي ستضعها اللجنة للنشاطات المتنوعة التي ستقوم بها وخاصة الاحتفال الديني الكبير بالمولد النبوي لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم في قاعة الرئيس الشهيد يوم الجمعة 12 ربيع الأول الموافق 26 شباط 2010

    7- أدى السيد الرئيس بشار الأسد صلاة الظهر اليوم في رحاب جامع الروضة في دمشق وشارك سيادته في الاحتفال الديني الكبير الذي أقامته وزارة الأوقاف احتفاء بذكرى مولد النبوي الشريف . كما أدى الصلاة وشارك في الاحتفال إلى جانب السيد الرئيس كبار المسؤولين في الحزب والدولة والقيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وعدد من أعضاء مجلس الشعب وعدد من كبار ضباط الجيش والشرطة ولفيف من السادة العلماء وأرباب الشعائر الدينية وحشد من المواطنين. وبعد أن صافح الرئيس الأسد مستقبليه توجه إلى داخل حرم المسجد حيث أدى صلاة السنة النبوية الشريفة ثم أدى صلاة الظهر مؤتماً بفضيلة الشيخ محمود عبيد. بعد ذلك بدأ الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ كمال هواري. ثم قدمت فرقة نور الدين خورشيد وصلة إنشاد لذكرى المولد النبوي الشريف. وألقى الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف كلمة تحدث فيها عن ذكرى مولد النبي الكريم وما تبعث في النفس من خير ورحمة وعلاء وعظمة وجلال وجمال وخصوصاً أن النبي الكريم دعا إلى الأخوة العامة وسوى بين الإنسان وأخيه الإنسان وجعل التفاضل بالعمل الصالح وان قيمة الإنسان هي بما يقدمه للناس والأوطان من خير لا ما يثير بينهم من عداء. واعتبر وزير الأوقاف ان السيد الرئيس وبتوفيق من الله استطاع بقيادته الحكيمة ووقوف سيادته الى جانب المقاومة على الرغم من كل الضغوط تغيير المعادلات فأصبح لسيادته موقع الضمانة التاريخية والعربية وموقع الضمير في هذه الأمة. وفي الختام شكر الدكتور السيد للرئيس الأسد مواقفه الهادفة إلى إعادة اللحمة ولم الشمل وتوحيد الصفوف والعمل لتحقيق السلام العادل والشامل داعيا لسيادته بالنصر والتحرير. ومن ثم قدمت فرقة الشيخ سليم عبده العقاد وصلة إنشاد ديني عن قصة المولد النبوي الشريف. واختتم الاحتفال الديني بدعاء فضيلة الشيخ عبد الفتاح البزم مفتي دمشق دعا فيه الله عز وجل أن يحفظ السيد الرئيس بشار الأسد وأن يسدد خطاه وان يحفظ سورية والأمتين العربية والإسلامية ويوحد صفوفهما وان يعيد ذكرى المولد النبوي الشريف على الأمة بالعزة والكرامة والنصر المبين. وبعد ذلك تقبل الرئيس الأسد التهاني بهذه المناسبة المباركة من جموع المصلين التي باركت لسيادته هذه المناسبة العطرة. وكان في استقبال الرئيس الأسد ووداعه وزير الأوقاف والمفتي العام للجمهورية والأمين القطري المساعد للحزب ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية.

    8- موقع محيط:

    أوضح عضو مجمع الفقه الإسلامي في جدة الدكتور أحمد الريسوني أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي لا بأس به بل هو شيء حميد.

    وأضاف الريسوني، بحسب جريدة "عكاظ" السعودية، إن الاحتفال إذا اتخذ أشكالا أدبية واجتماعية وثقافية سيكون شيئا حميدا ومفيدا دعويا.

    وأضاف ما لا يقبل هو أن يعتبر الاحتفال تشريعا دينيا، أو أن يتخذ أشكالا ومعاني تعبدية، كأن يخص بصوم أو صلاة أو ذكر خاص به، أو أن يعتبر شعيرة دينية، أو ما إلى ذلك من العبادات والمعتقدات، فهنا يدخل في باب الابتداع في الدين، أما ما ليس فيه نية التعبد ولا ادعاء التعبد، ولا يعتبره صاحبه دينا ولا سنة، فهذا لا مانع منه شرعا، بل يكون مستحبا ومحمودا لما فيه من خير ومصلحة، ولما فيه من تعظيم وتحبيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

    يشار هنا إلى أن الفتوى الشائعة هو عدم جواز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة ـ رضوان الله على الجميع ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم.

    معتبرة أن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى؛ كاختلاط النساء بالرجال واستعمال الأغاني والمعازف وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء.

    الحمد لله رب الكائنات، المنَزه عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. والصلاة والسلام على خير الكائنات وعلى سائر إخوانه النبيين المؤيَّدين بالمعجزات الباهرات.

    أما بعدُ عبادَ اللهِ فإني أوصيكُم ونفسِي بتقوى اللهِ العليِّ العظيمِ القائلِ في كتابِه العزيز:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ".
    إخوة الإيمان يقول الله تبارك وتعالى في القرءان الكريم:" وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الذَّينَ اتَّبَعُوهُ رَأفَةً وَرَحمَةً وَرَهبَانِيَّةً ابتَدَعُوهَا مَا كَتَبنَاهَا عَلَيهِم إِلاَّ ابتِغَاءَ رِضوَانِ اللهِ" الحديد/27
    إخوةَ الإيمان، إنَّ هذه الآيةَ الكريمةَ تَدُلُّ على البدعةِ الحسنة لأنَّ معناها مدحُ الذين كانوا مِن أمةِ عيسى من المسلمينَ المؤمنينَ المتّبِعين له عليه السلام بالإيمان والتوحيد، فاللهُ تعالى مدَحَهُم لأنهم كانوا أهلَ رأفةٍ ورحمةٍ ولأنهم ابتدعوا رهبانيةً، والرهبانيةُ هي الانقطاعُ عن الشهواتِ حتى إنهم انقطعوا عنِ الزِّواج بدون تحريم رغبةً في تجرُّدِهِم للعبادة.

    فمعنى قوله تعالى:" مَا كَتَبنَاهَا عَلَيهِم" أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرب إلى الله، فاللهُ تعالى مدحهُم على ما ابتدعوا مما لم يَنُصَّ لهم عليهِ في الإنجيلِ ولا قالَ لهم المسيحُ بنصٍ منه، إنما هم أرادوا المبالغةَ في طاعةِ الله تعالى، والتجردَ بتركِ الانشغالِ بالزواج ونفقة الزوجةِ والأهلِ، فكانوا يبنون الصوامعَ، أي بيوتًا خفيفةً من طين أو من غير ذلك على المواضعِ المنعزلةِ عن البلَدِ ليتجردوا للعبادةِ فاللهُ تعالى سمَّى الرَّهبانيةَ بدعةً ومعَ ذلك فقد مدحها، وهذا يدلُّ على أنه ليس كلُّ أنواع البدعة ضلالة
    .
    فالبدعةُ أيها الأحبّة هي كل ما أُحدِثَ مما لم يرد فيه نصٌّ شرعيٌّ في كتاب اللهِ ولا على لسان النبيِّ، ومعَ ذلكَ فهي تنقسمُ إلى قِسمينِ بدعة هدى وبدعة ضلالة، ويدُل على ذلك الحديثُ الذي رواه مسلمٌ في صحيحِه من حديثِ جريرِ بنِ عبد اللهِ البَجليّ رضي الله عنه: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:" مَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً فلَه أجرُها وأجرُ مَن عَمِلَ بها بعدَه مِنْ غيرِ أن يَنْقُصَ مِنْ أجورِهم شَىء، ومَنْ سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عمِلَ بها من بعدِه من غيرِ أن يَنْقُصَ مِن أوزارهِم شىء".

    وقد روى الحافظُ البيهقيُّ بإسنادِه في مناقبِ الشافعيِّ عن الشافعيِّ رضي الله عنه قال:" الـمُحدَثَاتُ منَ الأمورِ ضربان: أحدُهما مما يخالفُ كتابًا أو سنةً أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه البدعةُ الضلالة، والثانيةُ ما أُحدِثَ مِنَ الخيرِ لا خلافَ فيه لواحدٍ مِن هذا، وهذِهِ محدَثَةٌ غيرُ مذمومةٍ".

    فإذًا ما أُحدِثَ ولم يخالِفْ شرعَ اللهِ فهو بدعةُ هُدى وما أُحدِثَ مما يخالفُ شرعَ اللهِ فهو بدعةُ ضلالةٍ. ومنَ البدعِ الحسنةِ نَقطُ المصاحفِ فإنه كان يكتبُ بلا نقطٍ حتى عثمانُ بن عفان لما كتب ستةَ مصاحفَ وأرسلَ ببعضِها إلى الآفاق كان غيرَ منقوطٍ، وإنما أولُ من نقطَ المصاحفَ رجلٌ من التابعين من أهلِ العلم والفضل والتقوى يقال له يحيى بنُ يَعْمُر فلم ينكر عليه العلماءُ ذلك معَ أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم ما أمرَ بنقط المصحف.
    ومما يدلُّ على أن ما أُحدِثَ بعدَ رسولِ الله منه ما هو بدعةُ هدى أن سيدَنا عمرَ بن الخطابِ رضيَ الله عنه جمعَ الناس للتراويحِ في أيام خلافتِه بعدَ أن ترك النبيُّ صلى الله عليه وسلم جمعَ الناس للتراويحِ وقال رضي الله عنه:" نِعْمَ البدعةُ هذه". وهذا مما رواه البخاري، فعمرُ رضيَ الله عنه سماها بدعةً ومعَ ذلك فقد أثنى عليها.

    ومنَ البدَعِ الحسنةِ الموافقةِ لشَرعِ اللهِ تعالى عملُ المولدِ الشريفِ في شهر ربيعٍ الأول والذي حدثَ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بمئاتِ السنين، ومع ذلك لم ينكرْه العلماء. بل ذكرَ الحافظُ السَّخاويُّ في فتاويه أن عملَ المولدِ حدثَ بعد القرونِ الثلاثةِ ثم لا زَالَ أهلُ الإسلامِ مِنْ سائرِ الأقطارِ في المدنِ الكبارِ يعمَلونَ المولدَ ويتصدَّقُون في لياليهِ بأنواعِ الصدقاتِ ويعتنونَ بقراءةِ مولدِه الكريمِ ويظهرُ عليهم منْ بركاتِه فضلٌ عميم.
    وللحافظ السُّيوطيِّ رسالةٌ سماها:" حسنُ المقصِد في عملِ المولد" بين فيها أن عملَ المولدِ منَ البدعِ الحسنةِ التي يُثاب عليها صاحبُها لما فيه منْ تعظيمِ قدرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وبَيَّن السُّيوطيُّ أنّ أولَ مَن أحدثَ عملَ المولدِ الملكُ المظفرُ ملكُ إربل وكان منَ الملوكِ الأمجادِ والكبراءِ الأجوادِ وكانَ له ءاثارٌ حسنةٌ وهو الذي عمّر الجامعَ المظفريَّ بسَفْحِ قاسْيون. وقال ابنُ كثيرٍ في تاريخِه عن هذا الملك:" كان يعملُ المولدَ الشريفَ في ربيعٍ الأول ويحتفلُ به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عالمًا عادِلاً رحمه اللهُ وأكرَمَ مثواه". وقال ابنُ كثير:" وقد صنفَ له الشيخُ أبو الخطابِ بنُ دحية مجلدًا في المولد سماه" التنويرُ في مولدِ البشيرِ النذير" وقد طالتْ مدتُه في المُلك إلى أن ماتَ وهو محاصِرٌ للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمودَ السيرة والسريرة.

    ولم يَعترِضْ عليهِ في هذا الفعلِ في عصرِه ولا فيما بعدَه أحدٌ منَ العلماءِ المعتبرينَ بلْ وافقُوا على ذلكَ ومدَحُوه لما فيه من البركةِ والخيراتِ.

    9- فتوي إمام المركز الاسلامي بميونخ

    لا يوجد نص في القرآن حرم الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف طالما أنه يخلو من المحرمات كالشعر الذي يبالغ الناس فيه في مدح الرسول و كأنه مثال الذات الالهية \ الاختلاط
    و كلمة بدعة ليست شرط أنها حرام لوجود البدعة المستحبة,و الأشياء المستجدة ليست شرط أن تكون حرام مثل الانترنت و السيارة
    و نحن في عصرنا هذا في أشد الحاجة لأن نراجع أخلاق الرسول و سيرتهو نعلم أولادنا حبه,فأحري بنا أن نحتفل في وقتنا هذا
    و لا يوجد مانع أن يجتمع الناس علي طعام و يتذكروا سيرته العطرة

    10- رأي شيخ الوقف الاسكندنا في في مسألة الاحتفال بالمولد النبوي دون مخالفات شرعية

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أود أن أسأل عن حكم الإحتفال بمولد النبي عليه الصلاة و السلام, بطريقة ليست بها تجاوزات شرعية
    أرجوا منكم الإجابة بأسرع وفت ممكن
    جزاكم الله خير
    أختكم في الله

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    فإن الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من المناسبات الإسلامية مثل الإسراء والمعراج، والهجرة النبوية، وغزوة بدر وغيرها ثار حولها جدل كبير، وانقسم أهل العلم فيها إلى فريقين، يرى بعضهم حرمة الاحتفال، وأنه من البدع وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ويرى البعض أنها لا تمثل بدعة في الدين، إذا كان لايقصد منها التعبد، أو الإحداث ، وعلى كل حال فأنا أقول: إن حكم الاحتفال يتوقف على نوعه، وعلى المقصود منه، فإن كان المقصود تعبدياً كما يفعل الصوفية من المدائح والرقص، وغيرها من البدع فإن هذا لا يليق بسيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم الذي علمنا الالتزام بالدين وحذرنا من الابتداع فيه فقال : وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ،ولم يكن الصحابة ومن بعدهم من القرون الفاضلة يقيمون أمثال هذه الاحتفالات، ولو كان فيها خير لفعلها الصحابة ونقل ذلك عنهم، وهم أشد الناس حبا للنبي صلى الله عليه وسلم، فحيث أنهم لم يفعلوا ذلك، فهو دليل على عدم المشروعية، لكن لو أن المسلم أراد في هذا اليوم وغيره أن يجدد علاقته وحبه لنبيه بقراءة سيرته، وتعليمها للناس، أو تذكير الناس بواجبهم نحو الرسول عليه الصلاة والسلام، كما يفعل الخطباء والعلماء في هذه المناسبة، والحث اتباع السنن النبوية، وإبراز حبه للرسول عن طريق الاجتهاد في العمل الصالح فهذا هو المطلوب عمله، وهو احتفال بالرسول دائماً وليس في يوم واحد، هذا والله تعالى أعلم

    11- فتوى الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بالإمارات….(فتوى مفصلة)

    ماحكم الاحتفال بالمولد النبوي علماً أن هناك من علماء المالكية من يراه أنه بدعة ((باطل لاأصل له)) مثل تاج الدين الفاكهاني وابن عليش المالكي وذكر أهل التاريخ أن أول من قام بالمولد هم الفاطميون في القرن الخامس الهجري وأعاده نابيليون لكي يستعمر مصر بارك الله لكم؟

    فالمولد هو: اجتماع طائفة من الناس على تلاوة القرآن، وإنشاد المدائح النبوية المحركة للقلوب إلى فعل الخيراتِ والعملِ للآخرةِ ، مع إطعام الحاضرين الطعام. وكان الذي أظهر الاحتفال بالمولد النبوي هو الملك المظفر، وهو ملك صالح سُنِّي، قال الإمام الذهبي في ترجمته كما في سير أعلام النبلاء: (صَاحِبُ إِرْبِلَ، كُوْكْبُرِي بنُ عَلِيٍّ التُّرُكْمَانِيُّ السُّلْطَانُ الدَّيِّنُ، المَلِك المُعَظَّمُ، مُظَفَّر الدِّيْنِ، أَبُو سَعِيْدٍ كُوْكْبُرِي بن عَلِيِّ بن بكتكين بن مُحَمَّدٍ التُّرُكْمَانِيّ ... وَكَانَ مُحِبّاً لِلصَّدقَة، لَهُ كُلّ يَوْم قنَاطير خُبْز يُفرِّقهَا، وَيَكسو فِي العَامِ خلقاً وَيُعْطِيهُم دِيْنَاراً وَدِيْنَارَيْنِ، وَبَنَى أَرْبَع خَوَانك لِلزَّمْنَى وَالأَضرَّاء، وَكَانَ يَأْتيهِم كُلّ اثْنَيْنِ وَخَمِيْس، وَيَسْأَل كُلّ وَاحِد عَنْ حَالِه، وَيَتفقَّده، وَيُبَاسِطه، وَيَمزح مَعَهُ... وَكَانَ مُتَوَاضِعاً، خَيِّراً، سُنِّيّاً، يُحبّ الفُقَهَاء وَالمُحَدِّثِيْنَ، وَرُبَّمَا أَعْطَى الشُّعَرَاء، وَمَا نُقِلَ أَنَّهُ انْهَزَم فِي حرب).

    وقال الإمام ابن كثير في ترجمته: (أحَدُ الأجْوَادِ والساداتِ الكُبَراء، والملوك الأمجاد، لَهُ آثَارٌ حَسَنة،... وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول، ويحتفل به احْتِفَالاً هائلاً، وكان مع ذلك شهماً شجاعاً فاتكاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه).

    وقد ذهب الجماهير من العلماء من المذاهب الأربعة إلى مشروعية الاحتفاء والاحتفال بميلاد سيد البشرية وإمام الإنسانية سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وصنفوا في ذلك مصنفات.

    وأول من صنف في تقرير المولد النبوي الشريف هو العلامة المحدث المالكي أبو الخطاب عمر بن حسن الكلبي فكتب "التنوير في مولد البشير النذير" وأبو الخطاب ابن دحية هو الذي قال الإمام الذهبي في ترجمته: (الشَّيْخُ، العَلاَّمَةُ، المُحَدِّثُ، الرَّحَّالُ المُتَفَنِّنُ ... رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الدُّبَيْثِيِّ. فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعْرِفَةٌ حَسَنَةٌ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ، وَأَنَسَةٌ بِالحَدِيْثِ، فَقِيْهاً عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ).

    وقال ابن خَلِّكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب بن دِحية: (كان أبو الخطاب المذكور من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث النبوي وما يتعلق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيام العرب وأشعارها، واشتغل بطلب الحديث في أكثر بلاد الأندلس الإسلامية، ولقي بها علماءها ومشايخها).

    وقد تكلم العلامة أبو عبد الله بن الحاج المالكي في كتابه المدخل على عمل المَوْلِد، فمدح ما كان فيه من إظهار الشكر لله تعالى، وذم ما احتوى عليه من مُحَرَّمات ومُنْكَرات، فمن ذلك قوله: (فَانْظُرْ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ إلَى مَا خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ هَذَا الشَّهْرَ الشَّرِيفَ وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ.أَلَا تَرَى أَنَّ صَوْمَ هَذَا الْيَوْمِ فِيهِ فَضْلٌ عَظِيمٌ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ فِيهِ.

    فَعَلَى هَذَا يَنْبَغِي إذَا دَخَلَ هَذَا الشَّهْرُ الْكَرِيمُ أَنْ يُكَرَّمَ وَيُعَظَّمَ وَيُحْتَرَمَ الِاحْتِرَامَ اللَّائِقَ بِهِ وَذَلِكَ بِالِاتِّبَاعِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَوْنِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ كَانَ يَخُصُّ الْأَوْقَاتَ الْفَاضِلَةَ بِزِيَادَةِ فِعْلِ الْبِرِّ فِيهَا وَكَثْرَةِ الْخَيْرَاتِ... فَتَعْظِيمُ هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إنَّمَا يَكُونُ بِزِيَادَةِ الْأَعْمَالِ الزَّاكِيَاتِ فِيهِ وَالصَّدَقَاتِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْقُرُبَاتِ، فَمَنْ عَجَزَ عَنْ ذَلِكَ فَأَقَلُّ أَحْوَالِهِ أَنْ يَجْتَنِبَ مَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ وَيُكْرَهُ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِهَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مَطْلُوبًا فِي غَيْرِهِ إلَّا أَنَّهُ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَكْثَرُ احْتِرَامًا كَمَا يَتَأَكَّدُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فَيَتْرُكُ الْحَدَثَ فِي الدِّينِ وَيَجْتَنِبُ مَوَاضِعَ الْبِدَعِ وَمَا لَا يَنْبَغِي).

    ثم ذكر ابن الحاج رحمه الله مجموعة من المنكرات التي فعلها بعض الجهلة، ثم قال: (وَهَذِهِ الْمَفَاسِدُ مُرَكَّبَةٌ عَلَى فِعْلِ الْمَوْلِدِ إذَا عَمِلَ بِالسَّمَاعِ فَإِنْ خَلَا مِنْهُ وَعَمِلَ طَعَامًا فَقَطْ وَنَوَى بِهِ الْمَوْلِدَ وَدَعَا إلَيْهِ الْإِخْوَانَ وَسَلِمَ مِنْ كُلِّ مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فَهُوَ بِدْعَةٌ بِنَفْسِ نِيَّتِهِ فَقَطْ إذْ أَنَّ ذَلِكَ زِيَادَةٌ فِي الدِّينِ وَلَيْسَ مِنْ عَمَلِ السَّلَفِ).

    وقد تعقبه الإمام السيوطي في الحاوي في الفتاوي، في رسالته المسمَّاة (حسن المقصد في عمل المولد) قائلاً: (وأما قوله آخراً: إنه بدعة، فإما أن يكون مناقضاً لما تقدم أو يحمل على أنه بدعة حسنة كما تقدم تقريره في صدر الكتاب، أو يحمل على أن فعل ذلك خير والبدعة منه نية المولد، كما أشار إليه بقوله: فهو بدعة بنفس نيته فقط، وبقوله: ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد.

    فظاهر هذا الكلام أنه كره أن ينوي به المولد فقط، ولم يكره عمل الطعام ودعاء الإخوان إليه، وهذا إذا حقق النظر لا يجتمع مع أول كلامه، لأنه حث فيه على زيادة فعل البر وما ذكر معه على وجه الشكر لله تعالى إذْ أوجد في هذا الشهر الشريف سيدَ المرسلين صلى الله عليه وسلم، وهذا هو معنى نية المولد فكيف يذم هذا القدر مع الحث عليه أولاً.

    وأما مجرد فعل البر وما ذكر معه من غير نية أصلاً فإنه لا يكاد يتصور، ولو تصور لم يكن عبادة، ولا ثواب فيه إذ لا عمل إلا بنية، ولا نية هنا إلا الشكر لله تعالى على ولادة هذا النبي الكريم في هذا الشهر الشريف، وهذا معنى نية المولد فهي نية مستحسنة بلا شك فتأمل).

    وممن أجاز عمل المولد من المالكية الإمام محمد بن أبي إسحق بن عباد النفزي، ففي كتاب "المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقية والأندلس والمغرب (11/278) ما نصه: (وسئل الولي العارف بالطريقة والحقيقة أبو عبد الله بن عباد رحمه الله ونفع به عما يقع في مولد النبي صلى الله عليه وسلم من وقود الشمع وغير ذلك لأجل الفرح والسرور بمولده عليه السلام.

    فأجاب: الذي يظهر أنه عيد من أعياد المسلمين، وموسمٌ من مواسمهم، وكل ما يقتضيه الفرح والسرور بذلك المولد المبارك، من إيقاد الشمع وإمتاع البصر، وتنزه السمع والنظر، والتزين بما حسن من الثياب، وركوب فاره الدواب؛ أمر مباح لا ينكر قياساً على غيره من أوقات الفرح، والحكم بأن هذه الأشياء لا تسلم من بدعة في هذا الوقت الذي ظهر فيه سر الوجود، وارتفع فيه علم العهود، وتقشع بسببه ظلام الكفر والجحود، يُنْكَر على قائله، لأنه مَقْتٌ وجحود.

    وادعاء أن هذا الزمان ليس من المواسم المشروعة لأهل الإيمان، ومقارنة ذلك بالنيروز والمهرجان، أمر مستثقل تشمئز منه النفوس السليمة، وترده الآراء المستقيمة).
    وقد كان الخلفاء المسلمون يقيمون الاحتفال بالمولد النبوي، ومعهم قضاة المذاهب الأربعة، ومشاهير العلماء.

    قال العلامة المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار" : (فإذا كان وقت ذلك ضربت خيمة عظيمة بهذا الحوض، وجلس السلطان وعن يمينه شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن رسلان بن نصر البلقيني - شيخ الإمام الحافظ ابن حجر -، ويليه الشيخ المعتقد إبراهيم برهان الدين بن محمد بن بهادر بن أحمد بن رفاعة المغربيّ، ويليه ولد شيخ الإسلام، ومن دونه وعن يسار السلطان الشيخ أبو عبد الله محمد بن سلامة التوزريّ المغربيّ، ويليه قضاة القضاة الأربعة، وشيوخ العلم، ويجلس الأمراء على بعد من السلطان، فإذا فرغ القراء من قراءة القرآن الكريم، قام المنشدون واحداً بعد واحد، وهم يزيدون على عشرين منشداً، فيدفع لكل واحد منهم صرّة فيها أربعمائة درهم فضة، ومن كلّ أمير من أمراء الدولة شقة حرير، فإذا انقضت صلاة المغرب مدّت أسمطة الأطعمة الفائقة، فأكلت وحمل ما فيها، ثم مدّت أسمطة الحلوى السكرية من الجواراشات والعقائد ونحوها). وهذا كله دون نكير من العلماء.

    وممن أجاز الاحتفال بالمولد من العلماء:

    • 1- الإمام المحدث الفقيه أبو شامة شيخ الإمام النووي.

    قال في رسالته : (ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين).

    • 2- الإمام شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني.

    فقد سُئِلَ عن عمل المَوْلِد فأجاب بما نصه:
    أصل عمل المَوْلِد بدعة لم تُنْقَل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابع التابعين ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسنَ وضدِّها، فمن تَحَرَّى في عملها المحاسن وتجنَّب ضدَّها كان بدعةً حسنة وإلا فلا). نقلاً عن رسالة الإمام السيوطي.

    • 3- الإمام الحافظ المحدث جلال الدين السيوطي.

    قال معقباً على كلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجَّى موسى، فنحن نصومه شكرًا لله تعالى. فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نِقْمة، ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سَنَة. والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأيَّة نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبيّ نبيّ الرحمة في ذلك اليوم).

    • 4- الإمام الحافظ أبو الخير السخاوي.

    قال رحمه الله في فتاويه: (عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد، ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم بعمل الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم).
    وقال في ترجمة أحد تلاميذه: (سمع مني تأليفي في المولد النبوي بمحله وفي السنة قبلها تأليف العراقي فيه أيضاً).
    فقد كان المولد يقرأ في مكان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم سنة بعد أخرى دون نكير من أحد.

    • 5- الإمام الشهاب أحمد القسطلاني شارح البخاري:

    قال في كتابه المواهب اللدنية 1/148: (فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء).

    • 6- العلاَّمة الشّيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي (ت:930 هـ)

    قال في كتابه (حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار): (فحقيقٌ بيومٍ كانَ فيه وجودُ المصطفى صلى الله عليه وسلم أَنْ يُتَّخذَ عيدًا، وخَليقٌ بوقتٍ أَسفرتْ فيه غُرَّتُهُ أن يُعقَد طالِعًا سعيدًا، فاتَّقوا اللهَ عبادَ الله، واحذروا عواقبَ الذُّنوب، وتقرَّبوا إلى الله تعالى بتعظيمِ شأن هذا النَّبيِّ المحبوب، واعرِفوا حُرمتَهُ عندَ علاّم الغيوب، "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ").



    • 7- الإمام العلامة صدر الدين موهوب بن عمر الجزري الشافعي.

    قال: (هذه بدعة لا بأس بها، ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السنة، وأما إذا لم تراغمها فلا تكره، ويثاب الإنسان بحسب قصده في إظهار السرور والفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم). نقلاً من كتاب سبل الهدى والرشاد.

    وقد تمسك من منع الاحتفال بالمولد بأمور؛ نذكرها ونذكر الجواب عنها باختصار:

    أولاً: كون المولد أول من أحدثه الفاطميون.

    وجواب ذلك أن يقال: على افتراض أن الفاطميين هم أول من أحدث ذلك؛ فليس هذا دليلاً على المنع، فقد أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تعظيم اليوم الذي انتصر فيه موسى عليه السلام من اليهود، وقال عليه السلام: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ) رواه البخاري.

    ثانياً: منع المولد بحجة أنه بدعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه مسلم.

    والجواب عن ذلك: أن البدع على قسمين: حسنة وسيئة، وإلى هذا ذهب الجماهير من العلماء، وهذا بعض تقريرهم لذلك:
    قال الإمام الشافعي: (المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما ما أحدث مما يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً، فهذه البدعة الضلالة.
    والثانية: ما أحدث من الخير مما لا خلاف فيه لواحد من هذا هي محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر - رضي الله تعالى عنه - في قيام رمضان نعمت البدعة هذه يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى).

    وقال العلامة المحدث أبو شامة المقدسي: (فالبدعة الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشئ منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي).
    والإمام أبو شامة هو الذي يقول عنه الإمام ابن كثير في البداية والنهاية (13/250): (الشيخ الإمام العالم الحافظ المحدث الفقيه المؤرخ المعروف بأبي شامة شيخ دار الحديث الاشرفية...وكان ذا فنون كثيرة أخبرني علم الدين البرزالي الحافظ عن الشيخ تاج الدين الفزاري، أنه كان يقول بلغ الشيخ شهاب الدين أبو شامة رتبة الاجتهاد...وبالجملة فلم يكن في وقته مثله في نفسه وديانته وعفته).
    وقال الإمام شيخ الإسلام سلطان العلماء العز بن عبد السلام: (وقال العز بن عبد السلام: (البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وهي منقسمة إلى: بدعة واجبة، وبدعة محرمة، وبدعة مندوبة، وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة، والطريق في معرفة ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة: فإن دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة، وإن دخلت في قواعد التحريم فهي محرمة، وإن دخلت في قواعد المندوب فهي مندوبة، وإن دخلت في قواعد المكروه فهي مكروهة، وإن دخلت في قواعد المباح فهي مباحة).
    وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: (قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كُلّ بِدْعَة ضَلَالَة)
    هَذَا عَامّ مَخْصُوص ، وَالْمُرَاد غَالِب الْبِدَع . قَالَ أَهْل اللُّغَة : هِيَ كُلّ شَيْء عُمِلَ عَلَى غَيْر مِثَال سَابِق . قَالَ الْعُلَمَاء : (الْبِدْعَة خَمْسَة أَقْسَام: وَاجِبَة، وَمَنْدُوبَة وَمُحَرَّمَة وَمَكْرُوهَة وَمُبَاحَة... فَإِذَا عُرِفَ مَا ذَكَرْته عُلِمَ أَنَّ الْحَدِيث مِنْ الْعَامّ الْمَخْصُوص... وَلَا يَمْنَع مِنْ كَوْن الْحَدِيث عَامًّا مَخْصُوصًا قَوْله: (كُلّ بِدْعَة) مُؤَكَّدًا (بِكُلِّ)، بَلْ يَدْخُلهُ التَّخْصِيص مَعَ ذَلِكَ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {تُدَمِّر كُلّ شَيْء}).

    ثالثاً: نفي الدليل على تفضيل يوم المولد.

    والجواب عن ذلك: بأن فضل هذا اليوم ثابت بالسنة النبوية، وقد بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضل يوم مولده، فقال: (وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) رواه مسلم، فعظَّمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم مولده بالصيام فيه.

    وتعظيم الأيام الفاضلة أمرٌ مقررٌ شرعاً، ولذا صام النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه.

    رابعاً: مَنْعُ الاحتفالِ بالمولدِ بِحُجَّة ما يقع فيه من المخالفات.

    والجواب عن ذلك: أنَّ هذا لا يستدعي تحريم المولد وإنما تمنع المخالفات الموجودة فيه، كما أننا لا نحرم حفل الزفاف ولكن نمنع المخالفات الشرعية التي تحدث فيه، ولذا قال الإمام ابن حجر العسقلاني: (وأما ما يعمل فيه - المولد - فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخيراتِ والعملِ للآخرةِ).

    خامساً: مَنْعُ الاحتفالِ بالمولدِ بِحُجَّة أنَّ يوم مولده هو يوم وفاته.

    والجواب عن ذلك : هو قول الإمام السيوطي
    رحمه الله: (إن ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أعظم النعم، ووفاته أعظم المصائب لنا، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، والصبر والسكون عند المصائب، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود، ولم يأمر عند الموت بذبح (عقيقة) ولا بغيره. بل نهى عن النياحة وإظهار الجزع، فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وآله وسلم دون إظهار الحزن بوفاته).

    سادساً: مَنْعُ الاحتفالِ بالمولدِ بِحُجَّة أنَّ الصحابة والتابعين لم يفعلوه مع كونهم أشد حباً للرسول صلى الله عليه وسلم.

    والجواب عن ذلك: هو ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله: (ما أحدث يخالف كتاباً أو سنةً أو أثراً أو إجماعاً فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة)، وقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الفتح: (ما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة). وقد بينا أن المولد النبوي يستند إلى أصول شرعية صحيحة، وعليه فإحداثه ليس بدعة ولو لم يعمل به السلف.

    قال الإمام المفسر القرطبي المالكي رحمه الله في أحكام القران: (كل بدعة صدرت من مخلوق فلا يخلو أن يكون لها أصل في الشرع أو لا ، فإن كان لها أصل كانت واقعة تحت عموم ما ندب الله إليه وحض رسوله عليه ، فهي في حيز المدح... ، وإن كانت- البدعة- في خلاف ما أمر الله به ورسوله فهي في حيز الذم والإنكار ... وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في خطبته: وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، يريد ما لم يوافق كتابا أو سنة، أو عمل الصحابة رضي الله عنهم).

    وقد كان سيد العلماء الإمام مالك بن أنس رحمه الله ورضي عنه لا يركب بالمدينة دابة، وهذا فعلٌ أحدثه الإمام مالك لم يفعله الصحابة الذين هم أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك لم ير الإمام مالك بأساً في فعله، ولم ينكر عليه أحدٌ من العلماء ذلك، قال الإمام القاضي عياض المالكي في كتاب الشفاء (1 / 275): (كان مالك رحمه الله لا يركب بالمدينة دابة وكان يقول: "أستحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بحافر دابة" ). وذكر هذا عنه الكمال ابن الهمام الحنفي رحمه الله في فتح القدير (3 / 180)، وكذا الإمام ابن العربي المالكي في أحكام القرآن ( 3 / 254 ) وغيرهم وهو معروف مشهور عنه. والله تعالى أعلم

    والخلاصة

    ذهب جماهير العلماء إلى مشروعية الاحتفال بالمولد، وأنه صورة من صور شكر الله تعالى على ما أنعم الله به علينا من بعثة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
    http://www.awqaf.ae/Fatwa.aspx?SectionID=9&RefID=1489

    12- وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بسلطنة عمان

    خبر عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:

    تقيم الوزارة تحت رعاية فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا احتفالاً بمناسبة المولد النبوي الشريف
    وذلك في قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر
    مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول 1431 هـ الموافق 23/2/2010 م
    بعد صلاة المغرب مباشرة
    والدعوة عامة

    http://www.maraoman.net/News.asp?NewsId=65

    13- وزارة الشئون الإسلامية بالبحرين..(خبر)
    وزارة الشئون الإسلامية تدعوكم لحضور الحفل السنوي بمناسبة المولد النبوي الشريف

    http://www.moia.gov.bh/default.asp?a...E1%E4%C8%E6%ED

    وزارة الشئون الإسلامية المغربية..(خبر)
    برنامج احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف بمراكش لعام 1430هـ/2009م.

    بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1430 هـ ، و تخليدا لهذه المناسبة العطرة دأبت المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بتعاون مع المجلس العلمي المحلي بمراكش و الهيئة التحضيرية للاحتفالات، على إحياء هذه الذكرى الطيبة بما تستحقه من عناية و اهتمام، و ذلك بتنظيم مجموعة من الاحتفالات الدينية بعدد من مساجد و زوايا و أضرحة مدينة مراكش، و كذا بعدد من المؤسسات الأخرى .

    14- دار افتاء حلب :

    لا بأس بذلك على أنه نشاط ديني يهدف إلى التذكير بالشمائل والأخلاق المحمدية صلى الله عليه وسلم بقصد التأسي والتمسك بها

    15- المركز الاسلامي بلندن:

    السلام عليكم
    الإحتفال بمولد النبي (صلى الله عليه و سلم) من دون مخالفات شرعية لا إشكال شرعي فيه وليس بحرام.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:39 am