منتدى سواعد الإخاء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى سواعد الإخاء

تمكين الفقه المالكي من تبوء مكانته الأساسية في الدراسات الحديثة، النشاطات والدورات والمسابقات، إحياء وبعث رسالة المسجد


    فضل ليلة النصف من شعبان

    avatar
    الهامل الهامل
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 26
    نقاط : 65
    السٌّمعَة : 1
    تاريخ التسجيل : 16/05/2011

    فضل ليلة النصف من شعبان   Empty فضل ليلة النصف من شعبان

    مُساهمة من طرف الهامل الهامل الجمعة يونيو 06, 2014 7:06 am

    فضل ليلة النصف من شعبان
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمْرَ بِالْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَاِغْتِنَامِ مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ، وَمُبَادَرَةِ الْفُرَصِ قَبْلَ الْفَوَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفى الْمُخْتَارُ، حَذَّرَ مِنَ الرُّكونِ إِلَى هَذِهِ الدَّارِ، وَأَمْرَ بِالْاِسْتِعْدَادِ لِدَارِ الْقَرَارِ، صَلَّى اللهُ عَلَيه وَعَلَى آله وَأَصْحَابِهِ الْبَرَرَةِ الْأَطْهَارِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
    أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بِمَا وصَّى اللهُ تعالَى بِهِ الأولينَ والآخرينَ، قالَ تعالَى:] وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ [([1])
    عباد الله
    أخرج الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان والطبراني وغيرهم عن النبي r أنه قال : (( يطَلع الله عز وجل إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )) حديث صحيح ، صححه جمع من المحدثين ، وفي رواية حسنة عند الطبراني : (( فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه )) .
    عباد الله : هذا الحديث هو الحديث الصحيح الوحيد في فضل ليلة النصف من شعبان وما سواه من الأحاديث الواردة كلها ضعيفة لا حجة فيها .
    أيها المسلمون : ليلة النصف من شعبان ليلة مغفرة للذنوب وعفو عن السيئات يتفضل فيها الغفار الرحيم التواب على عباده فيغفر ذنوبهم ويتجاوز عن سيئاتهم ... ذلك لأنه جل جلاله كثير المغفرة ويعد بها ولا يغفر الذنوب إلا هو ، ويحب المعذرة ، ويريد التوبة على العباد ، وهو العفو ويحب العفو عن السيئات .
    وهذه الفضيلة لليلة النصف من شعبان يشاركها فيها يوما الاثنين والخميس على مدار السنة فهما أيضاً يوما مغفرة أسبوعية ، فعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ: «تعرض الْأَعْمَال فِي كل اثْنَيْنِ وخميس، فَيغْفر الله لكل امْرِئ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا، إِلَّا امْرأ كَانَ بَينه وَبَين (أَخِيه) شَحْنَاء، فَيَقُول: اتْرُكُوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا» رَوَاهُ مُسلم
    وهما يومان تفتح فيهما أبواب الجنة مع المغفرة ، ففي رواية في صحيح مسلم أيضاً لحديث أبي هريرة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ : " تفتح أَبْوَاب الْجنَّة يَوْم الْاِثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس، فَيغْفر لكل عبدٍ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا إِلَّا رجل كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء، فَيُقَال انْظُرُوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا، أنظروا هذَيْن حَتَّى يصطلحا " . فلنحمد ربنا كثيرا أيها المسلمون (( إن ربنا لغفور شكور )) يمن علينا بالمغفرة تكراراً ، إن سلمنا من الخصال المانعة منها .
    وفي هذه الأحاديث بين النبي r لنا خصلتين تحرمان العبد من مغفرة الله في ليلة النصف من شعبان وفي يومي الاثنين والخميس وهما : الشرك بالله صغيره وكبيره ، والشحناء والحقد على المؤمنين . فلنقف معهما :
    الخصلة الأولى : الشرك بالله العظيم ، أعظم الذنوب وأقبحها ، وأكبر الكبائر وأشنعها ، قال الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) ، فيا من ترجو من ربك المغفرة والعفو والتجاوز ، حقق توحيدك ، وخلصه ونقه من الشرك صغيره وكبيره ، واعبد الله مخلصاً له الدين حنيفا مسلماً بارئاً من المشركين .. فبذلك أمرك الله ولذلك خلقك ، وتب إلى ربك والتجئ إليه وقل : اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك مما لا أعلم ، فحذار حذار . (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً )) .
    أيها المسلمون : والخصلة الثانية المانعة من نيل مغفرة الله في ليلة النصف من شعبان : المشاحنة مع أحد عباد الله المؤمنين . والمشاحنة هي حقد المسلم على أخيه المسلم وضغينة قلبه وغله عليه وبغضه له لغير سبب شرعي ، مما يؤدي إلى التدابر والتقاطع .
    عباد الله : الشحناء من الأخلاق القبيحة التي لا يليق أن تشيع بين المؤمنين ، وسلامة الصدر منها من أروع الأخلاق التي تدخل الجنة ، فصفة المؤمنين السائرين على نهج الأنصار والمهاجرين أنهم يقولون في دعائهم (ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا) ، وفي سنن ابن ماجه بسند صحيح : قيل يا رسول الله أي الناس أفضل ؟ قال : (( كل مخموم القلب صدوق اللسان )) قالوا صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : (( هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد )) .
    وفي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ثلاث مرات في ثلاثة أيام : (( يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة )) فيطلع في المرات الثلاث الرجل نفسه ، ولم يكن الرجل كثير صلاة وصيام لكنه كان يبيت كل ليلة وليس في قلبه شيء على أحد من المسلمين ) فسلامة قلبه من الغل والحقد هي التي بلغته هذه المنزلة . فهنيئاً لأصحاب القلوب السليمة فلهم النجاة يوم القيامة (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ))
    أيها المسلمون : الشيطان ينزغ بينكم لتتشاحنوا فتحرموا من مغفرة ربكم ، فاحذروا نزغاته كما حذركم ربكم بقوله : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله )) .
    ويسعى الشيطان للتحريش بينكم ، فاحذروا تحريشه ، ففي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم ) .
    بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

    الخطبة الثانية
    الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً . أما بعد

    أيها الناس : أسباب الشحناء كثيرة ، فابتعدوا عن الأسباب التي تؤدي بكم إلى الشحناء .
    ــ وإن من أكثر أسباب الشحناء تفشيا : التنافس على حطام الدنيا ،
    فيا عباد الله حطام الدنيا أحقر من أن تتقاطعوا من أجله ، فلا يحملنكم حطام الدنيا على الخصومة في المحاكم . لماذا يتهاجر الأرحام بسبب شيء لا يساوي عند الله جناح بعوضة ، لماذا يختصم الإخوة والأخوات السنوات فلا يقتسمون الميراث لخلاف على شيء زائف زائل ، ليرض المؤمن بما قسم الله له وسيكون أغنى الناس وإن كان يعيش على الكفاف .
    ــ والحسد والغش والظلم والكبر والطعن في النسب كلها من أسباب الشحناء ، في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم : (( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره )) .
    عباد الله : المبادرة إلى العفو والصفح عن عباد الله من أسباب نقاء النفس من الشحناء : (( فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )) وحتى لو كنت ترى أنك أنت المحق بادر بالعفو لتكون الأخير عند الله (( فما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً )) عز في الدنيا وعز في الآخرة (( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )) .
    فاتقوا الله عباد الله وأصلحوا ذات بينكم ، واصطلحوا ، وأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله ودعوا الحقد والشحناء ليعود عليكم ربكم بالمغفرة .

    عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته فقال تعالى(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

    اللهم استعملنا في طاعتك ووفقنا لما يرضيك عنا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي َشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ ، واكتب لنا فيه الرحمة والرضوان والعتقَ من النيران، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
    اللهمَّ! أحسن أحوالَنَا, أحسن أحوالَنَا, وحَسِّنْ أعمالَنَا, وأخلص نياتِنَا لوجهِكَ الكريمِ يا ربَّ العالمينَ! ويا أرحمَ الراحمينَ! ويا أكرمَ الأكرمينَ
    اللهُمَّ حبِّبْ إلَيْنَا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قُلُوبِنَا، وكرِّه إلَيِنَا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلنا من الرَّاشِدينَ.
    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات
    اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شر.ّ
    ٍاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك المجاهدين في كل مكان يارب العالمين
    اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
    اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم
    اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم اليوم ذنبا إلا غفرته ولا مريضا إلا شفيته ولا عيبا إلا سترته ولا بلاء إلا رفعته ولا ضآلا إلا هديته ولا ظالما إلا قصمته ولا تائبا إلا قبلته ولا مدينا إلاقضيته عنه ياذا الجلال ةالإكرام
    اللهم صل وسلم وبارك على على عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة ومن تبعهم وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين
    عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
    فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 2:17 am