أئمة يدعون إلى جمعة صامتة فوق المنابر احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية
2011.02.07 ب . عيسى
يلتقي هذه الأيام وبصورة منتظمة عدد من أئمة قسنطينة من أجل التشاور لأجل التفكير في تنسيقية على أمل بعث نقابة مستقلة في المستقبل القريب تعنى بحالتهم الاجتماعية .. الأئمة الذين قدموا شكواهم للشروق اليومي قالوا إن الإمام صار القطعة المنسية من طرف الجميع، وضربوا مثلا عن زميل لهم يسكن منزلا مستأجرا بمبلغ 14000 دج منذ أربع سنوات رغم أن راتبه الشهري لا يتعدى 23000 دج، ورغم أن وظيفته متشعبة وهي إمام أستاذ وإمام معتمد وعضو بالمجلس العلمي ومجلس الفتوى والخطابة وغيرها من المسؤوليات الجسام التي تجعله يشتغل طوال اليوم وطوال أيام الأسبوع ومن دون عطل .. بعض الأئمة حمّلوا الوزير وزر حالتهم الاجتماعية وقالوا إنهم سيلجؤون إلى جمعة صمت احتجاجية على المنابر لبضع الوقت، أي أنهم سيسكتون قليلا قبل البدء في إلقاء الخطبة، لأنه من الناحية الشرعية لا يمكنهم إلغاءها، وقال هؤلاء الأئمة إنه قد يُسمع الصمت أنينهم بعد أن عجزت صيحاتهم من بلوغ المبتغى.. وطرح الأئمة مشكلة أخرى تتمثل في وجود مناصب شغل في حقل الإمامة مازالت غير مستغلة ومنها الإقامات الجامعية وضربوا مثلا بالمدينة الجامعية محمود منتوري بقسنطينة التي قالوا إنها تحوي ما لا يقل عن ثلاثين ألف طالب وطالبة ولكن من دون إمام واحد، وهو ما جعلهم يراسلون وزير التعليم العالي ويتساءلون كيف للجامعات الغربية الأوروبية والأمريكية تحوي مصليات للمسلمين وتغيب في جامعاتنا، واعتبروا ذلك خطرا على الطلبة أمام الغزو المعلوماتي، ووجود حتى مبشرين في بعض المراكز الجامعية بينما تبقى جامعاتنا دون مساجد ووجهوا انتقاداتهم أيضا للإعلام الذي يرفض تغطية نشاطات المساجد الكثيرة على مستوى الوطن .. وبينما أشار بعض هؤلاء بأن الإمام لا يمكنه الاحتجاج بطرق الحرق أو الانتحار على المنابر لأجل لفت الانتباه إلا أن بقاءه صامتا أمام التدهور المريع في حالته الإجتماعية بدعوى أن وظيفته راقية وروحية صار من المستحيلات إذ بعضهم لا يتقاضى حتى الأجر القاعدي دون 1500 دج شهريا ويعكف الأئمة حسب ما تحدثوا به للشروق اليومي إلى صياغة رسالة لرئيس الجمهورية من أجل تحسين وضعيتهم والنظر لقطاع الائمة بعين الاعتبار بعد القطيعة الطويلة التي حدثت معه كما قالوا منذ الاستقلال، مذكرين رئيس الجمهورية بخطابه أثناء افتتاح الموسم الجامعي عندما تحدث عن القطيعة التي حدثت سابقا مع قطاع التعليم، الأئمة ركزوا على أن الدعوة تحتاج إلى استقرار اجتماعي ومن غير المعقول أن يقود الإمام شعبا بأكمله روحيا ويزوده بالنصائح وهو لا يجد أين يأوي نفسه وأبناءه، كما أن الإمام في ظل هذا الفراغ القانوني صار على مرمى حجر من بطش بعض الجمعيات الدينية التي تمكنت من طرد الكثير من الأئمة وتحويلهم عن مناصبهم كيفما وأينما شاءت، وضربوا مثلا بإمام شكته جمعية لوالي الولاية لأنه يطيل الصلاة؟