خطبة بعنوان " دور جمعية العلماء المسلمين في النهضة"
[b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعكم الله ونفع بكم
الحمد لله رب العالمين .....أما بعد :
[size=16]تكوّنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على أيدي عصبة من طلاّب العلم، تركوا الديار و الأهل وخرجوا يتلمّسون العلم في المشرق، و هناك نالوا مرادهم، فحصّلوا منه ما يؤهلّهم لحمل مسؤولية عظيمة و خطيرة، بل نالوا فيه الدرجات العلى و فاقوا أقرانهم، ثمّ جرت الأقدار على أن يجتمعوا هناك على غير ميعاد، فاتفقوا و تشاوروا على ما يكون من أمرهم إن هم رجعوا إلى أهليهم، فانتهى بهم أن يؤسسوا جمعية تلمّ جميع أهل العلم وتكون منبرًا لأفكارهم الإصلاحية.. و تمرّ الأيام و السنون بعدها، وجاءت احتفالات فرنسا المستفزة في الجزائر لتحيل آمالهم إلى واقع ملموس، فساعتها اجتمعوا ليعلنوا ميلاد جمعيتهم المباركة، و رأت النور في 16 من ذي الحجة 1350 هـ.
يقول شاعر الجزائر و الثورة، مفدي زكريا:
جمعية العلماء المسلمين، ومَن **** للمسلمين سواكِ اليوم منشودُ
خاب الرجا في سواك اليوم فاضطلعي **** بالعبء، مُذ فَرَّ دجَال و رعدِيدُ
أمانة الشعب، شُدَّت بعاتقكم **** فما لغيركم تُلقى المقاليدُ
و أما عن رسالتها التي أتت حاملة إياها فقال أحدهم عنها :"إنّ رسالة جمعية العلماء التي تأسست لتحقيقها، هي ترشيد الشعب الجزائري إلى فهم ذاته، والتكيف بها إلى ما ينهض به من كبوته، وتحريره من الاحتلال الفرنسي الجاثم على صدره منذ قرن، وذلك ببث الوعي الإسلامي الوطني في صفوفه، بإحياء مقومات شخصيته بالتربية، والتعليم، والوعظ والإرشاد؛ فيعتصم بعقيدته الإسلامية مطهرة من الخرافة والإلحاد ، ويُحي لغته العربية في لسانه وقلمه، ويستنير بتاريخه الحافل بالأمجاد، ويتسلح بوحدته الوطنية ، ويطرد من نفسه الخوف من قوة العدو المحتل ، واليأس من رحمة الله ونصره، ويُشمر على ساعد الجد بتوفير كل ما يقدمه ويُرقيه في جميع المجالات الحياتية، ويرفع شأنه في العالمين.."[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]4]
وأما عن ركائز الاصلاح لجمعية العلماءالمسلمين
فقد أدركت أنّ سبيل الخلاص من الاستعمار هو تخليص الشعب أولا، و بعدها يتخلّص هو بنفسه منه، فقد نجحت إلى حدّ بعيد في مقاومة التغريب و الفرنسة و قطع اليد المحتالة التي تسعى لاستئصال الهوية المسلمة العربية من الجزائري، وصنيعها كان مقدّمة وإرهاصا للعمل الثوري المسلّح الذي كانت تؤمن به، غير أنّها لم تكن ترى أنّ أوانه قد حان، يقول العلامة البشير الإبراهيمي:"إن البلاء المنصب على هذا الشعب المسكين، آت من جهتين متعاونتين عليه، أو بعبارة أوضح من استعمارين مشتركين، يمتصّان دمه ويفسدان عليه دينه ودنياه : استعمار مادي هو الاستعمار الفرنسي.. واستعمار روحاني يمثله مشايخ الطرق المؤثّرون في الشعب، والمتغلغلون في جميع أوساطه، والمتّجرون باسم الدين، والمتعاونون مع الاستعمار عن رضى وطواعية. وقد طال أمد هذا الاستعمار الأخير، وثقلت وطأته على الشعب، حتى أصبح يتألم ولا يبوح بالشكوى.. خوفًا من الله بزعمه. والاستعماران متعاضدان، يؤيد أحدهما الآخر بكل قوته، وغرضهما معًا تجهيل الأمة، لئلا تفيق بالعلم.. وتفقيرها، لئلا تستعين بالمال على الثورة.. وإذن فلقد كان من سداد الرأي أن تبدأ الجمعية بمحاربة هذا الاستعمار الثاني لأنه أهون وهكذا فعلت" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
أحييت بـالعلم شعبـا سيق معظمـه **** للقبر في كفـني جهـل وإهمـال
وجئت بالنـور فـي يمنـاك تـرفعه **** تجلو الغياهب عن أبصار ضـلال
هل كنت(عيسى) الذي أحيا الرفـاة بما **** أحيا وبدل آجـالا بـآجــال؟
أم (البشير) الذي ألقـى القميص على **** يعقوب طبـا بنور للأسى جالي؟
أم (البشير) الذي ألقى العظـات على **** شعب الجزائـر مرموقـا بإجلال؟
لقد كانت سياسة فرنسا الاحتلالية في الجزائر تعتمد على محاور أهمها: [size=21]التجهيل، والتنصير، والتفقير، و الفرنسة، و التجنيس. و لذلك فقد كان مشروع جمعية العلماء هو رد الفعل العكسي لهذه السياسة والمناهض لها. و يكفي دلالة في ذلك اقتران نشأتها سنة 1931 باحتفال فرنسا بمناسبة مرور قرن على احتلالها للجزائر و استتباب الأمن فيها لصالح السلطة العسكرية. و بقي دوائر تردّد أسئلة، وهل نجحت في مقاومة التغريب والفرنسة و الاستئصال الثقافي و الحضاري !وهل كان فعلها الثقافي مقدمة لصناعة الفعل الثوري !
أما أهمّ الثغور التي هي ركائز الإصلاح عند جمعية العلماء المسلمين:
1) العقيدة:
العقيدة هي أمّ القضايا، و القطب الذي تدور عليه كل المسائل، فلا هوادة فيها و لا تقبل الأخذ و الرد.
وقد أخذت جمعية العلماء على نفسها أوّل ما أخذت إصلاح العقيدة، و ذلك بتخليتها و تحليتها، أي تصفيتها مما شابها من عقائد منحرفة، ثم تربية الجيل على العقيدة الصحيحة، و يوضّح هذا الأمر العلامة الإبراهيمي في معرض الردّ على من قلّل من شأن هذا الأمر بقوله:" وقد يظنُّ الظانُّون وتنطق ألسنتهم بهذا الظنّ، أنّ هذه المنكرات التي نحاربها ونشتدُّ في حربها هي قليلة الخطر، ضعيفة الأثر، وأنّنا غلونا في إنكارها، وأنفقنا من الأوقات والجهود في حربها، ما كان حقيقاً أن يصرف في ناحية أخرى أهمّ، كالإصلاح العلميّ؛ وفات هؤلاء أنَّ اللوازم القريبة لتلك المنكرات التي تشتدُّ الجمعيّة في محاربتها التزهيدُ في العلم وإفساد الفطر وفشل العزائم، وقتل الفضائل النفسيّة، وإزالة الثِّقة بالنَّفس من النَّفس، وتضعيفُ المدارك وتخدير المشاعر، وهي رذائل لا تجتمع واحدة منها مع ملَكة علميّة صحيحة، فكيف بها إذا اجتمعت. فكان من الحكمة أن تبتدئ الجمعيّة بتطهير النُّفوس من الرذائل، وأن تجعل مِن صرخاتها عليها نذيرًا للنَّاشئة أن تتلطَّخ نفوسهم بشيء من أوضارها"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
و يقول الطيب العقبي –و كان من أشدّ الناس حرصا في أبواب المعتقد-:"هذا، وإنّ دعوتنا الإصلاحيّة قبل كلِّ شيء وبعده هي دعوة دينيّة محضة ... وهي تتلخَّص في كلمتين: أن لا نعبد إلا الله وحده، وأن لا تكون عبادتُنا له إلا بما شرعه وجاء من عنده"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
و جاء القانون الأساسي للجمعية حاملا لهذا الأصل الأصيل، فقد جاء فيه:" والعقيدة الحقَّة لها ميزان دقيق وهو الكتاب والسنَّة. فإذا عرضنا أكثر عقائد النَّاس على ذلك الميزان وجدناها طائشة، فأيُّ سبيل نسلكه لتقويمها؟ إن اقتصرنا على بيان العقيدة الصحيحة واجتهدنا في إقامة الأدلَّة، فإنّ التَّأثير يكون قليلاً، لأنَّ النُّفوسَ قد اصطبغت بعوائد وتقاليد مستحكمة، والفِطَرَ قد فسدت بما لابسها من خرافات وأوهام. فالواجب إذن أن نبدأ بمحاربة تلك البدع والخرافات بطُرق حكيمة تقرُب من أذواق النَّاس، فإذا ماتت البدع والخرافات، وصَفَت الفطرُ من ذلك الشَّوب سَهُل تلقين العقيدة الصَّحيحة وتلقَّتها الأمَّة بالقبول"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .
و نضال جمعية العلماء المسلمين في هذا الباب مشهود تدريسا و تأليفا و إرشادا و تحذيرا، فكانت الدروس تلقى و مواضيعها لا تبتعد عن العقيدة، و المقالات في الجرائد تكتب و لا تصبّ إلا في مجرى العقيدة.
فلقد صحّح ابن باديس عقائد الناس فحارب الطرقية التي نشرت الشرك وعبَّدت الناس للمشايخ ولفرنسا، وحارب عقيدة الإرجاء التي يقول أصحابها الإيمان قي القلب فضيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحارب عقيدة الجبر التي جعلت من فرنسا قدرا محتوما لابد من الرضا به، وجعلت الناس في ذلك الزمان يقولون :نأكل القوت وننتظر الموت، أحيا في قلوب الناس عقيدة الولاء والبراء التي تقي المسلم من الذوبان في محبة الكفار وتقليدهم والتي هي من أسباب العزة والتمكين.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2) اللغة العربية:
يقول الأديب الرفيع الرافعي : "لا جرم كانت اللغة هي الهدف الأول للمستعمرين، فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته، إذ يكون منشأ التحول من أفكاره وعواطفه و آماله، و هو إذا انقطع من ننسب لغته انقطع من نسب ماضيه، و رجعت قوميته صورة محفوظة في التاريخ، لا صورة محققة في وجوده، فليس كاللغة نسب للعاطفة و الفكر، حتى إن أبناء الأب الواحد لو اختلفت ألسنتهم فنشا منهم ناشيء على لغة، و نشأ الثاني على أخرى، و الثالث على لغة ثالثة، لكانوا في العاطفة كأبناء ثلاثة على آباء"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و من ثمّ أدرك الاستعمار الفرنسي في الجزائر أنه لا سبيل لإبعاد الجزائري عن قرآنه إلا بانتزاع اللسان العربي من جوفه حتى لا يكاد يقرأه، و إن قرأه يكاد لا يعقله. فقد كانت بصماته تتجلى في (استعمار لغوي) يتمثل في مسخ لسان الإنسان الجزائري؛ الذي يبكي قلبه حين يريد أن يترجم عن خلجات فؤاده بالعربية، فيتعثر به اللسان فلا يملك إلا أن يلعن الاستعمار...!!
هذه البصمات وتلك تتناثر هنا وهناك يلعنها الجزائري المسلم في أعماقه المسلمة العربية، ويترجم عنها بلسانه الذي يتأرجح بين العربية والفرنسية، ويحاول جهده التخلص منها كبقايا استعمارية، ويتجشم في سبيل ذلك ما لا يعلمه إلا الله.
قد أتى تركيز جمعية العلماء المسلمين قويا على اللغة العربية، فأحيت دراسة متونها كالآجرومية والألفية، و حثّت الطلبة أن لا يتخاطبوا و لا يتكاتبوا إلا بها، و شجعتهم على التأليف بها في الجرائد و الكتب و غيرها، و نظّمت المسابقات في قرض الشعر و غيره، و بذلك قدرت أن ترجعها إلى الألسن، و ذاع صيت أدبائها إلى الخارج، و أثنى عليهم أمراء البيان في المشرق.
3) التاريخ:
و هو الجسر الذي يربط بين حاضر الأمة و ماضيها، و قد عملت فرنسا كل جهدها لترسّخ في الأذان فرنسية الجزائر، و اعتبرتها ولاية تابعة لها، و قد نالت شيئا من منها بعد أن غسلت أدمغة هذا الشعب بعد تجهيله، ثم كتبت عليهم ما شاءت.
كان عبد الحميد بن باديس صريحا وجريئا وحكيما أيضا، ومن ذلك أنه لما قال بعض النواب الجزائريين سنة 1936 وهو فرحات عباس!!!: « الجزائر هي فرنسا وإنه على الجزائريين أن يعتبروا أنفسهم فرنسيين » و قال :« إنه فتش عن القومية الجزائرية في بطون كتب التاريخ فلم يجد لها من أثر وفتش في الحالة الحاضرة فلم يعثر لها على خبر ». تصدّى له ابن باديس رحمه الله تعالى قائلا :"إننا فتشنا في صحف التاريخ وفي الحالة الحاضرة ، فوجدنا الأمة الجزائرية المسلمة متكونة موجودة، كما تكونت ووجدت أمم الدنيا كلها . ولهذه الأمة تاريخها الحافل بجلائل الأعمال ولها وحدتها الدينية واللغوية ولها ثقافتها الخاصة وعوائدها وأخلاقها بما فيها من حسن وقبيح شأن كل أمة في الدنيا ، ثم إن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا، ولا يمكن أن تكون فرنسا، ولا تريد أن تصير فرنسا، ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت"
قد وعت جمعية العلماء أن عليها أن توقظ الذاكرة في الشعب الجزائري و ترسم له تاريخه الصحيح، وذلك بتذكيره بإسلامه و عروبته، يقول العلامة عبد الحميد بن باديس في ذلك:
شعب الجزائري مسلم **** وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله ***** أو قال مات فقد كذب
) الاهتمام بقضايا الأمة الكبرى:
ذكرى على مر الزمان تَكَرّر **** لمجاهدين جهادهم لا ينكر
لقد اهتم العلماء بربط شعبهم بأمتهم الكبرى و لم يحصروا مجهودهم في تحرير الجزائر و حسب، بل ذكروهم أنه عضو من جسد، فكل ما آذاهم يؤذي إخوانهم و كل ما يؤذي إخوانهم يؤذيهم، و لذلك نجدهم قد تفاعلوا بشدّة مع قضايا الأمة الكبرى خاصة فلسطين، فقد كانت عندهم أمّ القضايا الإسلامية، فقد نالت حيّزا كبيرا من إنتاجهم، و أبى عبد الحميد بن باديس أن تسمى بفلسطين الشهيدة، و نعته أنه ذوق صحفي بارد، و أما الابراهيمي فذلك الذي عاش في القضية و عاشت فيه
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم ونفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم وأستغفر الله العظيم .
واتّخذت لمقاصدها وسائل جمّة، ينبغي الوقوف عندها و دراستها دراسة صادقة حتى يستفاد منها في الحاضر ، فهي دعامة كل شرارة تريد تحرير أوطانها من أيادي المغتصبين، ومن أهمها:
1ـ التعليم:
الإحصائيات المتوفرة بعد قرن من الاحتلال تشير إلى ضآلة عدد الأطفال المتمدرسين خلال الفترة الاستعمارية الذي كان لا يتجاوز الخمسين ألفا، موزعين علي 625 مدرسة حكومية، في حين كان ما يقرب من نصف المليون طفل محرومين من نفس الفرصة نظرا لقلة المقاعد المدرسية. و لعل ما زاد الطين بلّة زيادة على تكريس سياسة التجهيل هذه هو إحجام بعض أولياء الأمور من إرسال أبنائهم إلى تلك المدارس التي كانت برامجها لا تخلو من نشر الإلحاد و تزييف الحقائق التاريخية إضافة إلى منع اللغة العربية فيها و الدين الإسلامي.
في المقابل فقد استطاعت الجمعية خلال عشرين سنة من وجودها في تأسيس عدد 150 مدرسة ومعهدا تتوزع على كامل الإقليم الجزائري. و قد بلغ عدد تلاميذها ما يزيد عن خمسين ألف ولد وبنت على مستوى القطر، يقوم على تنشئتهم ما يقرب من ألفي معلم، و هو ما كان ينافس جهاز الدولة. وبالرغم من قلة الإمكانات فقد نجحت الجمعية في مواصلة تعليم عدد من متخرجيها من خلال الثانوية الوحيدة بقسنطينة.
و دعمت جمعية العلماء رسالتها في التعليم إلى جانب المدارس إنشاء المساجد والنوادي الثقافية و إرسال البعثات إلى بلاد الإسلام المتقدمة و كذا تأسيس الكشافة الإسلامية.
2ـ الصحافة:
و لم يقتصر عمل الجمعية على التعليم فقد كان نشاط أفرادها القلائل يتوزع على الدروس العامة بالمساجد و إصدار عدد من المجلات و الجرائد مثل السنة و الصراط و البصائر و الشهاب و غيرها بالإضافة إلى العمل السياسي السري.
ففي سبيل تكوين أكبر أرضية يمكن أن تصل إليها الروح الجديدة لم يكتف الشيح بالخطب والمحاضرات؛ بل شجع الشيخ الصحافة العربية والإسلامية؛ التي كانت تجد كل عنت من السياسة الفرنسية وعملائها.. ومن هنا فقد قام الشيخ نفسه بإصدار مجلة (الشهاب) وجريدة (التقدم) كما ساعد في تحرير جريدة صديقه الشيخ البشير الإبراهيمي (البصائر) وفي مجلات السنة، والشريعة، والصراط وجريدة المرصاد.. وغير ذلك من المجلات والجرائد التي تسير مع طريق الشيخ، وطريق جمعية العلماء المسلمين.
3ـ التأليف:
و هو لم يكن من غاياتها و لا من مقاصدها ابتداءا، و يفسّر ذلك العلامة الابراهيمي بمقولة عظيمة في معناها أنه اشتغل بتأليف الرجال عن تأليف الكتب، و لذلك كان تراثهم المكتوب ضئيلا عدا المقالات التي كانت سلاحهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، و لكنهم نوّعوا فيه، حيث نجدهم قد أعطوا للعقيدة و التفسير و باقي العلوم الدينية حيّزا كبيرا، و ألّفوا في التاريخ و اللغة و الشعر، و تركوا ذخرا علميا لا يستهان له، يحتاج إلى دارسة و تدقيق.
4ـ الاهتمام بالاقتصاد:
وذلك قصد تحقيق الاستقلالية و حتى لا يحتاج لفرنسا، و ذلك أنها –أي فرنسا- كانت تستغل الفقر لابتزاز الشعب، و معظم التجار كانوا من اليهود، فلذلك أسسوا جمعية التجار المسلمين
.
قال تعالى : " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ..."
الدعاء...
[/size][/b]