العالم يكره إسرائيل
التصويت الذي جرى في اليونسكو بالأغلبية الساحقة لصالح انضمام فلسطين كعضو كامل الحقوق إلى هذه المنظمة الأممية، يثبت أن المغني المصري شعبان عبد الرحيم ليس هو وحده الذي يكره إسرائيل إنما العالم برمته يكره هذا الكيان الشرير المارق الخارج عن القانون والمفسد في الأرض...
باستثناء قلة قليلة جدا من الدول الاستعمارية الكبرى التي اختلقته وزرعته كالورم الخبيث ليحمي مصالحها الاستعمارية الدنيئة. زرعته ليس فقط في جسم الأمة العربية كما كان يقال بل في جسم البشرية جمعاء التي ما فتئت تعاني من شروره وويلاته في أمنها واستقرارها وسلامها واقتصادها منذ ما قبل قيامه إلى اليوم.
تصويت الأمس بقدر ما هو تضامن دولي شامل وواضح وصريح مع شعب مقهور هو كذلك عقاب أو محاولة عقاب واضحة وصريحة ضد دولة إسرائيل، ليس فقط على القهر الذي تسلطه على هذا الشعب ولكن أيضا وبدرجة أساسية على ما تمارسه هذه الدولة ويهودها من فساد ومنكر على الإنسانية في أمنها وسلامها وثقافتها وحضارتها واقتصادها خاصة، إذ ما الأزمات الاقتصادية والمالية الماضية والراهنة، التي أصبحت ترهن كيان الكثير من الدول العريقة حتى في أوربا والغرب، إلا نتاج لممارسة هذا الكيان المضاربية والربوية الرامية إلى بسط السيطرة على العالم وإخضاعه للعبودية، ولولا خوف هذا العالم من بطش هذا الكيان وتنكيله لقال لـ"للسبع فمك نتن" وذهب إلى أبعد من التصويت واستعمل الناتو والقوة الأممية لإخضاع هذا الكيان المصطنع، على الأقل للشرعية والقوانين الدولية، بدل استعمالها ضد شعوب مسالمة لتدمير حضاراتها ومقوماتها كما هو جار الآن.
تصويت الأمس يؤكد أن العالم يكره إسرائيل ويعطي صورة واضحة عما ستكون عليه نتائج التصويت على قيام الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهذا ما أثار الذعر والرعب لدى إسرائيل وأمريكا التي سارعت إلى قطع مساهمتها الماسة الواجبة على منظمة اليونسكو مباشرة ودون انتظار بعد إعلان نتائج التصويت.
ذعر ورعب لم يمنع من التعبير عنهما حق الفيتو الذي تملكه أمريكا وبقية الدول الحليفة لإسرائيل التي أصبحت ترى أن العالم في تغيره لم يعد يقبل النير الإسرائيلي اليهودي على أكتافه، لا في فلسطين والعالم العربي والإسلامي فحسب بل وحتى في أمريكا وبريطانيا وفرنسا ذاتها.
وهذا زخم يمكن للفلسطينيين أن يلعبوا فيه بسهولة تامة ولكن مع ما يتطلبه من الإرادة وطول النفس، كما يمكن أن يفتح أعين الأنظمة العربية المتخاذلة على حقيقة أن الدفاع عن وجود إسرائيل وعن مصالحها ضد الشعوب العربية من أجل الحصول على شرعية الحكم والسلطة من أمريكا لم يعد ينظر إليه بنفس الاهتمام ولتنظر فقط إلى ما جرى للرئيسين مبارك وبن علي وما يجري للرئيس عبد الله صالح في اليمن، وما بقي الاندماج في هذا الزخم وهذا الكفاح العالمي الذي بدأ ينظم من أجل التحرر من الظلم الإسرائيلي الأمريكي[b]